منذ الأزل وهما رفيقان لايفترقان..
بعضهم يكمل الأخر..
في كل مكان نجدهم متلازمين..
مما جعلني اتأمل .. ذلك الوداد الذي بينهم..
كأن صورتهم أمامي عكست واقع البشر ..
ولا اجد له سوى مبرر واحد لاغير الا وهي تجارب الحياة..
تلك الدروس التي لابد منها حتى نستطيع ان نكمل طريقنا في هذه الحياة ..
وكأن ارواح كل منا لوحة .. بيضاء..
كل شخص ينقش عليها ما يشاء...
الخطأ الذي وقع به الكثير ان استخدم قلم الحبر..
فهناك من الاشياء من لايجب اصلا ان تخط ..
فكيف وان خطت بحبر.. يصعب حذفه..
الجميع يظن ان روحه غير مرئيه لمن حوله
وهذا في وهم كبير..
شخصية كل منا ماهي الا انعكاس صورة ارواحنا التي نحملها بين جنباتنا..
والتي تترجم الى تصرفات .. ورسائل نبثها هنا وهناك..
بل والبعض يكون بمجرد تواجده بين الناس ..
يكون ذو بصمة عالية المستوى..
لانه عرف كيف يجعل من روحه.. رونق يشع عند الجميع
اذا / لازالت احرفي مبهمة نوعا ما ..
الا انني أريد ان يجلس كل منا في دقائق ..
يراجع تلك اللوحه التي كتب ونقش .. بها
ومالذي يجب ان يمحي منها .. ويبدلها بشيئ يرتقي ويعلو بنفسه
ليجعل من شحصيته شخصية رائعه..
تعكس صورة الفرد المسلم من خير امة اخرجت للناس..
بعض الكلمات التي كتبت في لوحة أرواحنا
اليأس...
الاحباط..
الفشل..
الحقد..
الحسد..
الغيره..
اما آن لهذه الكلمات ان تمحى من لوحة أرواحنا..
بممحاة اطلقوا عليها مسمى
( ممحاة البشر)
الغريب ان ممحاة البشر لاينقص حجمها
بل يزيد كلما استخدمت..
إمحوا تلك الكلمات...
واجعلوا ارواحكم نقيه.. يملؤها الصفاء..
غيروها..
فوالله ان هذه الكلمات حينما يترجمها العقل تصبح رسائل سلبيه
تترجم الى سلوك ليس بالسهولة تركه..
ومضه :
قراتها في كتاب السيره النبويه
للشيخ الصلابي..حفظه الله
جعلني استوقف كثيرا عند تلك الكلمات/
قال بها ( ان المتأمل بعمق في غزوة مؤته
حينما كان عدد المسلمين
ثلاثة الآف مقاتل .. وجيش الروم
مئتا الف مقاتل..
فحينها قال بعض المسلمون
: نرسل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
في المدينه نخبره بحشود العدو
فأن شاء أمدنا وان شاء أمرنا بالقتال..
فقام عبدالله بن ورحه رضي الله عنه
: وحسم الموقف ,..
فقال
( ياقوم والله ان الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون
الشهاده وما نقاتل الناس بعدد ولاقوة ولا كثرة ما نقاتلهم الا بهذا الدين
الذي اكرمنا الله به فأنطلقوا فإنما هي احدى الحسنيين
إما الظهور وإما شهادة ..
فألهبت كلماته مشاعر المجاهدين ..
ودارت المعركه ..
وكانت الخسائر التي خرج منها المسلمون
فقط ب ثلاثة عشر شهيدا..
فهذا يساعدنا في معالجة الهزيمه النفسيه التي يمر بها الكثير..
وهذا هو أثر التفاؤل والعزيمة وقبلها صدق الأيمان بالله..
فوالله من عنده أيمان قوي..
لالايأس ولا تحبط نفسيته..بل يجعل
من حزنه شيئ يدفع لايمنع ولا يقطع..
ومااروع مثال شيخنا الاسلام ابن تيميه رحمه الله: حينما سجنه اعدائه
فقال: مايفعل اعدائي بي انا جنتي في صدري انى ذهبت فهي معي
وان سجني خلوه
و قتلي شهاده
وإخراجي من بلدي سياحه ..
أي ايمان تغلل واستقر في روح ذلك البطل..
هكذا يجب ان نكون بل ونحاول..
وأول طريق يقودنا الى ذلك..
هو الاستعانه بالله
ومحوا كل تلك الشوائب التي علقت على تلك اللوحه..
هي خلجات خاطر.. استقرت بين أرواقي..
فنقلتها هاهنا..
عسى الله ان ينفع بها ..
فرب كلمة تهدي أمه..
ان استشعارنا هذه الكلمات وقرأنها بذهن صافي..
وروح تواقه لكل خير..
حتمآ
ستؤتي ثمارها لامحال..