اللسان عضو خطير،فلا تستهين بما يصدر منه من أقوال فقد يكون سبباً في دخولك الجنة وقد يكون سبباً في دخولك النار،فهو سلاح ذو حدين..إذا استخدمته في الخير وقول الحق والطاعات جنيت ثماره الطيبة في الآخرة ،يوم الموقف العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون،وإذا استخدمته بصورة سلبية وسيئة كان سبباً في هلاكك وغضب الله عليك.
..انتبه....
فكل ما يصدر من لسانك أنت محاسب عليه يوم القيامة،ألا تخجل من السموم والآفات التي يبصقها لسانك،أفق فالله ناظرٌ إليك ..فأريه منك ما يرضيه عنك... أتخشى من العباد ولا تخشى الله!!!...الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.....
قال تعالى )) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))[ق: 18]
ولقد أمرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم ) بالصمت إن لم نستطيع قول خير،وجعله من الإيمان.
عن أبي هـريـرة رضي الله عـنه، أن رســول الله قال : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت } .
فمن الإيمان أن يتكلم المسلم إذا كان الكلام خير ويصمت إذا كان الصمت خير،فالمؤمن لا يتكلم إلا بخير ويعرض عن اللغو والباطل..
احرصوا أحبائي في الله على استقامة ألسنتكم ،فإن القلوب متعلقة باستقامة الألسن
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ» ،واعلموا أن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم من مال وجاه أو سلطان ولا ينظر إلى أجسادكم إنما ينظر إلى قلوبكم
قال (صلى الله عليه وسلم):
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)
وهذا وعد من الرسول (صلى الله عليه وسلم) بدخول الجنة لمن يحفظ لسانه قال (صلى الله عليه وسلم) :" من يضمن لي ما بين لحييه (أي لسانه)ورجليه(أي فرجه) أضمن له الجنة"
ولنعلم أن آفات اللسان تفسد الصيام ،فماذا يفعل الله عز وجل بصيامنا عن الطعام والشراب وعدم صيامنا عن آفات اللسان.
وقال صلى الله عليه وسلم :"رب صائم ليس من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر "
فكما أن الطعام والشراب يفسد الصيام فكذلك آفات اللسان تفسده وتفقد ثوابه.
فهيا لنقول للساننا كفى أيها اللسان توقف عن (النميمة ،والغيبة، وقول الزور ،والكذب،......وكل ما يغضب الله عز وجل ) وأقبل على الخير والطاعات ....
وخير ما يهذب هذا اللسان كثرة تلاوة كتاب الله عز وجل فهيا بنا لنكون سوياً في رحاب القرآن مع كلام الله..
وهذه تلاوة مباركة من الذكر الحكيم..فلنستمع إليها ....